اليوم التحسيسي الثاني: العيون 2012/01/25

Publié le par autisme

 

 

جمعية آباء وأمهات الأطفال التوحديين لخدمة الإدماج - العيون       ج.أ.أ.أ.ت.خ.إ. 

ASSOCIATION DES PERES ET MERES DES ENFANTS AUTISTES AU SERVICE DE L’INTEGRATION

A.P.M.E.A.S.I.- LAAYOUNE

 

 

 

 

 

تقرير حول فعاليات اليوم التحسيسي الثاني الذي نظم تحت شعار

" للطفل ألتوحدي الحق في الرعاية الطبية، التمدرس و الحياة الكريمة."

 

 

 

نظمت جمعية آباء وأمهات الأطفال التوحديين لخدمة الإدماج يوما تحسيسيا بتاريخ 2012/01/25 بدار المواطن بالعيون، وذلك تفعيلا لأنشطة الجمعية المبرمجة خلال سنة 2012.

يأتي هذا اليوم التحسيسي ضمن فعاليات أنشطة الجمعية المبرمجة خلال شهر يناير2012 ، وهو اليوم التحسيسي الثاني الذي تنظمه الجمعية.

لقد تم التحضير لتنظيم اليوم التحسيسي الثاني بعناية و بمشاركة جميع أعضاء المكتب المسير للجمعية.  وقد تم التنسيق مع جميع المتدخلين في هذا النشاط من أطباء و إدارات مختلفة و شخصيات عامة و التي وجهت لها دعوات خاصة. كما تم السهر على الإعداد المادي و التقني لإنجاح هذا النشاط، و الذي تم في موعده المحدد و المكان المعلن.

فانطلقت فعاليات اليوم التحسيسي الثاني يومه الأربعاء 25 يناير 2012 بقاعة العروض لدار المواطن بالعيون عل الساعة الثالثة بعد الزوال بحضور المؤطرين و أعضاء الجمعية من آباء و أمهات الأطفال التوحديين وممثلين عن الجمعيات المهتمة وخاصة جمعية أطباء الجنوب و جمعية الجنوب لذوي الاحتياجات الخاصة و منسق الأقسام المدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة ومدير معهد تكوين الأطر الصحية وطلاب السنة النهائية بمعهد تكوين الأطر الصحية بالعيون وجمهور من المواطنين.

افتتح رئيس الجمعية النشاط بكلمة ترحيبية للحضور وبتقديم أهداف هذا اليوم التحسيسي الثاني الذي ينظم تحت شعار: " للطفل ألتوحدي الحق في الرعاية الطبية، التمدرس و الحياة الكريمة." ثم قدم للحاضرين المتدخل الأول وهو الدكتور سعيد الهيمي و هو طبيب أطفال متخصص يعمل بمستشفي الحسن بن المهدي بالعيون وله تجربة طويلة في الميدان.

تطرق الدكتور الهيمي في عرضه المميز، بعدما قدم نفسه للحضور، لموضوع التوحد بشكل عام ولدى الأطفال بشكل خاص و قد نبه إلى أن هذه الإعاقة تعتبر جديدة على المستوى الوطني بل حتى على المستوى العالمي. وقد استشهد على ذلك بعدم وجود تكوين علمي أو مسوغات دراسية بكليات الطب الوطنية تتطرق لإعاقة التوحد، بل حتى تخصصات الطب العقلي تفتقر لهذا التكوين. وبين بأن معرفته وإحاطته بإعاقة التوحد هي نتيجة اجتهادات و دراسة وبحث شخصي، فنبه إلى محدودية و تواضع معرفته بالتوحد ناهيك عن طرق التعامل مع ألتوحدي. وبعد هذه المقدمة بدأ في مداخلته العلمية بتعريف التوحد كإعاقة تهم مجال السلوك و التصرف لدى التوحديين حيث تتميز سلوكاتهم بالانطواء على الذات. وقد أبرز بعض الأعراض المشتركة بين التوحديين التي تصب في سلوك انطوائي كعدم القدرة على التكلم، التواصل و التفاعل الاجتماعي الإيجابي مع الآخر و مع المحيط ... وقد بين وجود عدة أنواع من التوحد التي تختلف فيما بينها تبعا لبعض التمايزات على مستوى الأعراض و القدرات أو الإصابة حسب الجنس... كما أشار لوجود صعوبة في تأطير التوحد و تحديد أعراضه وأسبابه وإمكانية علاجه؛ هذه الأخيرة التي تبقى مستبعدة اللهم التخفيف من تبعية الطفل ألتوحدي بإدماجه ورعايته حتى يتمكن من تحقيق استقلاليته ويندمج بشكل إيجابي في المجتمع. وقد نوه الدكتور المحاضر بتأسيس  جمعية آباء و أمهات الأطفال التوحديين لخدمة الإدماج كأول لبنة في البحث عن جميع الوسائل المتاحة لإدماج الأطفال التوحديين و التعريف بخطورة هذه الإعاقة و المعاناة التي يتكبدها أولياء هؤلاء الأطفال التوحديين، ذلك أن المعاناة تكبر و تتعاظم مع تقدم هؤلاء الأطفال في السن وخاصة حينما يصيرون بالغين أو حينما يتركون لوحدهم...

ولقد أشار المحاضر إلى ضرورة الانتباه للقدرات القلية والذهنية التي يتمتع بها الطفل ألتوحدي و التي قد تكون متفوقة وتتجاوز بكثير المستويات العادية لدى الأطفال العاديين؛ و عرض بعض الأمثلة لعباقرة مرموقين في مجالات إبداعية مختلفة كالعلوم، التكنولوجيا و الفنون... مما يؤكد القدرات التي يمكن أن يفيد بها التوحديون مجتمعهم شريطة الرعاية المبكرة و الخاصة التي ينبغي أن تتوفر لديهم.

لقد استعان المحاضر بسبورة لتسجيل جميع المحاور الأساسية في عرضه من أفكار و خطاطات.

في نهاية العرض فتح مجال للمناقشة و التساؤلات فتعددت تدخلات الطلبة الممرضين في الاستفسار عن إعاقة التوحد من جوانب مختلفة. وجاءت الأجوبة بطريقة بيداغوجية وعملية بحيث تم إعطاء كلمة لأم طفل توحدي كان يصاحبها في القاعة لكي تتحدث عن المعاناة اليومية و المستمرة في التعامل مع إعاقة التوحد و الصعوبات التي واجهتها من أجل الكشف و التعرف على هذه الإعاقة وضرورة السفر خارج الجهة للبحث عن المتخصصين للكشف عن ابنها... إنها كانت تريد فقط معرفة ما هي علة ابنها؟ لقد اختلط عليها الأمر وهي تلاحظ عدم قدرة ابنها على التواصل اللغوي و الاجتماعي واختلافه البين و الواضح عن أقرانه، فتشعبت ظنونها وتاهت بين الحمق و الجنون و التخلف العقلي. ولم تجد الأجوبة الشافية طيلة أكثر من خمس سنوات من البحث و التقصي عند مختلف الاختصاصيين بل حتى المشعوذين. فتعددت تفسيراتهم ووصفاتهم التي لم تكن لتجدي شيئا مع إعاقة لم يتم التعرف عليها وتمييزها إلا مؤخرا. وأخيرا عرفت الأم إعاقة ابنها لتبدأ مرحلة جديدة و هي البحث عن العلاج إن أمكن أو التخفيف من المعاناة وتوفير الإدماج لطفلها حتى يتسنى له العيش في ظروف كريمة.

 

لقد تم شكر الدكتور المحاضر على عرضه القيم من طرف رئيس الجمعية و الذي اقترح على الحضور الانتقال للمحور التالي من فعاليات هذا اليوم التحسيسي و يتمحور حول التعريف بجمعية آباء و أمهات الأطفال التوحديين لخدمة الإدماج التي تم تأسيسها بمدينة العيون من طرف مجموعة من أولياء الأطفال التوحديين بالمدينة من أجل اكتشاف إعاقة التوحد بالمدينة والجهة و العمل على التدخل المبكر قصد إيجاد الحلول الممكنة لإدماج الأطفال التوحديين. وقد تم عرض شريط يبين أهداف الجمعية على المستوى القريب، المتوسط و البعيد وذلك في مجالات مختلفة و متعددة منها ما يهم الإدماج و متطلباته المادية و الفنية كتجهيز القاعات الدراسية، التي تم الحصول عليها في إطار شراكة مع مدرسة الفتح بالعيون، بالأدوات و المعدات البيداغوجية الملائمة وتكوين مربيات وفنيات في مجال التعامل مع الأطفال التوحديين قصد توفير الإدماج الملائم لحالاتهم. ومنها ما يهم الجانب الطبي و الكشف المبكر عن إعاقة التوحد بجهة العيون- بوجدور الساقية الحمراء، و العمل على إقامة مركز متخصص في إدماج ذوي إعاقة التوحد على المستوى المتوسط. أما على المستوى البعيد فالجمعية تطمح لإنجاز الدراسات العلمية و التعاون مع الجمعيات الوطنية و الدولية المتخصصة في إعاقة التوحد و العمل على توفير الرعاية الصحية للأطفال التوحديين و التكفل بهم و بذويهم.

وفي معرض مداخلته قدم السيد رئيس الجمعية مختلف المراحل التي مرت منها الجمعية و الأنشطة التي تقوم بها بالاعتماد على الإمكانيات المتواضعة التي يقدمها أعضاء المكتب المسير للجمعية في غياب أي دعم خارجي للجمعية. ورغم ذلك فالجمعية عازمة على مواصلة أنشطتها و أعضاؤها لديهم عزم وإيمان قوي بنجاح مشروعهم لاسيما و أن أعضاء المكتب هم أولياء لأطفال يعانون من إعاقة التوحد.

وقد حث المتدخل الحضور وخاصة الطلبة- الممرضون على مساندة الجمعية في التعريف بإعاقة التوحد و العمل على الكشف المبكر لإعاقة التوحد، كما حث أولياء الأطفال التوحديين على الانخراط العملي في المشاركة في أنشطة الجمعية خدمة لفلذات أكبادهم و تخفيفا من معاناتهم المستمرة.

بعد نهاية العرض فتح باب للمناقشة و التدخلات و التي ركزت في مجملها على  شكر الجمعية و تشجيعها على مواصلة أنشطتها وأعرب العديد من المتدخلين على استعداهم لمؤازرة و دعم الجمعية. كما تساءل كثير من المتدخلين عن ضرورة التعريف أكثر بالجمعية  كنشر عناوين الجمعية  و التعريف بها بشتى الوسائل المتوفرة.

 

وفي الأخير تدخل عضو بمكتب الجمعية و هو أب لطفل توحدي ليوضح للحضور في صورة تقريبية للمعاناة التي تعاني منها الأسرة برمتها مع تواجد احد أفرادها مصاب بإعاقة التوحد، في غياب الرعاية الطبية المتخصصة  وفي انعدام تواجد مؤسسات تعليمية متخصصة في إدماج هذا النوع من الإعاقة على الصعيد المحلي و الجهوي. فبين كيف أن جميع أفراد الأسرة هم دائما وبصفة مستمرة متأهبين للتدخل من أجل مساعدة ألتوحدي في قضاء جميع احتياجاته و الملازمة الضرورية و المتيقظة التي ينبغي عدم الإغفال عليها على مدار الوقت للطفل ألتوحدي. لقد اعتبر هذا الأب تأسيس الجمعية هو بريق أمل وخطوة أولى ينبغي أن تتبعها خطوات أخرى و بشكل مستمر من أجل إنقاذ هؤلاء الأطفال بإدماجهم وتوفير الرعاية الطبية، التمدرس و الحياة الكريمة لهم كما جاء في شعار فعاليات اليوم التحسيسي الثاني للجمعية. كما ناشد الجميع بمساعدة الجمعية في عملها النبيل قصد المستطاع وإن كان بالتعريف بالجمعية فقط و دون تكليف.

لقد طلب الكلمة أيضا منسق الأقسام المدمجة لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لنيابة التعليم بالعيون ليعرف الحضور بالصعوبات الكبيرة التي تعترض إدماج ذوي الاحتياجات الخاصة في غياب تواجد فضاءات خاصة لهم تراعي المعايير العلمية في تمدرسهم وإدماجهم و في غياب فنيين و تربويين متخصصين وفي غياب أطباء في تخصصات متعددة ناهيك عن وضعية الأطفال التوحديين الذين يحتاجون لرعاية خاصة.

لقد تمت تغطية فعاليات اليوم التحسيسي الثاني من طرف التلفزة الجهوية للعيون و التي استقت مجموعة من الارتسامات للمتدخلين و المنظمين و الفعاليات الجمعوية المدعمة لهذا اليوم التحسيسي.

 

كما تم تقديم عريضة قصد توقيعها من طرف الحضور، لمطالبة الجهات المسئولة على القطاع الصحي بتعيين طبيب أطفال متخصص في الأمراض العقلية لتيسير إجراء الفحوصات و الكشف عن إعاقة التوحد بالجهة.

 

وقد تم اختتام فعاليات هذا اليوم التحسيسي  في حوالي الساعة السابعة مساءا بتقديم الشكر لكل من ساهم في إنجاح هذا النشاط.

 

 

       
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article